أبوعاقله محمد أماسا يكتب.. إنتوا بتعرفوا الحرب والا بتحرضوا عليها ساي؟
الحرب تعني أن ترى الموت في الطرقات.. ولا تميز بين الطفل والأم والمسنات.. وآثارها أسوأ منها


* هل عايشتم من قبل أجواء الحرب وظروفها وآثارها، أم إكتفيتم بما كان يعرض عليكم من دراما متكلفة عبر برنامج في ساحات الفداء؟.. هل تخيل أي شخص منكم ما سيحدث لو أن الحرب اندلعت بين الجيش والدعم السريع؟..
* معظم الذين يتولون التحريض والإنحياز إلى جانب إحدى الحماقات التي يرتكبها الطرفان يعتقدون أنها ونسة وفصول من التسلية ستنتهي بحلقة مدهشة من برنامج المسامح كريم الذي يقدمه جورج قرداحي على الأم بي سي، لأنهم في الغالب يسمعون بالحروب والموت ويتابعونها على قنوات الأخبار ولم يعيشوا أجواءها الحقيقية وآثارها، وليكن في علمهم أنهم سيعيشون الرعب والذعر كما أنه يوم القيامة إذا اندلعت سيئة الذكر هذه، والموت يأتيهم من فوقهم وأسفل منهم، والرصاص لن يميز أطفالهم من أمهاتهم والأبرياء والمسنين من الجنود والمواطن من المسؤول، ولن تأمن الأعراض يا سادة، سترون الإنتهاكات على أبشع ما تكون.. حرائر يغتصبن، وحرمات أسر وعوائل تنتهك وأحياء يحترقون.. والموت المتنوع جوعاً وعطشاً وحزناً وغماً وحسرة..!!
* الحرب ليست ونسة على هامش جلسة قهوة، فما ترونه من مشاهد أسيفة خلال اليوم العادي في الطرقات، ومناظر ستات الشاي المتزايد، والأعداد المتضاعفة للأطفال مجهولي الهوية ، وارتفاع نسبة تعاطي وتجارة المخدرات، وتراجع مستويات التعليم وانتشار الفاقة والجوع والمرض ماهي إلا آثار محدودة للحروب التي دارت هنا في السودان الحبيب، في دارفور وجبال النوبة وبعض مناطق كردفان والنيل الأزرق وغيرها، وإذا أردنا التوثيق للحروب وإثارها في السودان نحتاج لملايين المجلدات.. فهي تحتوي مآسي تذهل الحمل وتشيب الولدان والأبشع منها لم تصلكم لا عبر الإعلام ولا بالتواتر، فكم من قرى ومدن كانت آمنة مطمئنة وبسبب الحرب أصبحت خاوية على عروشها إلا من قبور وآثار قوم كانوا فيها يوماً ما..!!
* الحرب في معناها الآمن تعني النزوح القسري، وما أدراك ما النزوح القسري؟.. ففيه تفكك الأسر وتشريد الأطفال وضياع الآمال والأحلام، وإنشاء قرى وأحياء عشوائية جديدة ومعسكرات إضطرارية تنتشر فيها وسائل مستحدثة للبقاء على قيد الحياة، ترفد البلاد بمزيد من الظواهر السالبة من أجيال ضائعة لا تجد سوى ابتداع وسائل إجرام جديدة على غرار عصابات النيقرز.. فهل كنتم تعتقدون أن ظاهرة عصابات النيقرز كانت وافدة من خارج البلاد؟.. أليسوا ضحايا الحرب الذين ولدوا في معسكرات النازحين ولم تتح لهم فرص التعليم والحياة الكريمة؟.. ألم يكن عدد منهم نتاج الإغتصابات التي تجري في أجواء الحرب؟
* يجب ألا يدفع الشعب السوداني مزيداً من الأرواح والمهج والقيم والموروثات لأجل تحقيق طموحات البرهان وحميدتي في الحكم، أو عودة نظام المؤتمر الوطني فكلهم كان له دور البطولة في مأساة الواقع السوداني المعاش، ومن لم يتورط مباشرة في القتل والتشريد كان سبباً في فتنة أدت للمجازر، والفتنة أشد من القتل كما ورد في القرآن الكريم..!!
* بدأت الحروبات في السودان من الجنوب وكان الشمال آمناً وملجأ للفارين من الجحيم، وكل من أراد الإبتعاد عن أشباح ذكريات الحرب ومآسيها هاجر أو نزح إلى أقصى الشمال، إلى دنقلا وبورتسودان وعطبرة وكريمة، والعاصمة الخرطوم وبعض المدن الكبيرة، ولكننا على موعد مع سيناريو يحاك في الظلام وبأيادي خارجية وداخلية بحيث لايجد الشعب السوداني الكريم (جحراً) يأوي إليه.. ولكن بدعوات الأبرياء والأطفال والأتقياء سوف يخزي الله مايخططونه ويرسمونه وتطيش سهام العملاء.. وسوف يقيض الله لهذا الشعب منقذ بن حلال يضع حداً لمعاناته..!!